التعليم االعالي يحمي الرجال والنساء من السرطان
يمثل التعليم علامة فارقة في حياة الإنسان، فهو بلا شك يخرجه من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ولا تقتصر فوائده على تنمية العقل وإثراء الفكر بكل ما هو جديد ومفيد، بل تخطت منافعه إلى أبعد من ذلك، فقد اكتشفت الدراسات أنه سبباً لوقاية النساء والرجال من السرطان.
هذه النتائج المثيرة توصل إليها بحث أمريكي جديد، حيث أكد أن التعليم العالي يجعل الإنسان أقل عرضة للموت نتيجة أنواع معينة من السرطان
وأشارت الدراسة التي أعدتها لجنة مكافحة السرطان الأمريكية إلى أن الأشخاص الذين يحملون شهادات جامعية أو تعلموا لأكثر من 16 سنة معرضون أقل من غيرهم للموت بسبب سرطان الرئة والبروستات والثدي والقولون
وأكد الباحثون أن التعليم ساهم في تقليص معدلات الوفيات في أوساط الرجال البيض والسود بسبب سرطان البروستات والقولون والرئة، والأمر عينه ينطبق على النساء في ما يتعلق بسرطان الثدي والقولون والرئة، لكن الاستثناء الوحيد يكمن لدى النساء السوداوات في ما يتعلق بسرطان الرئة، إذ لم يتبين ان التعليم العالي يساهم في تقليص الوفيات نتيجة هذا النوع من السرطان
ووجد الباحثون -في الدراسة التي نشرت فى عدد يوليو بالنسخة الإلكترونية لمجلة معهد "ناشونال كارير" - أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعلموا أقل من 12 سنة، فمن الملاحظ تراجع نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي وارتفاع الوفيات نتيجة سرطان الرئة
وكشفت الأبحاث أن الوفيات الناجمة عن سرطان القولون كانت الأعلى في أوساط الرجال السود من ذوي المستوى التعليمي عينه.
وتعزز نتائج تلك الدراسة دراسة أخرى تكشف أخطار الجهل على المرضى، حيث أكد الباحثون أن أن المرضي الأميين يعيشون لفترة اقصر مقارنة بنظرائهم المتعلمي
وقد أرجعت الدراسة -التي أعدتها مدرسة الطب في جامعة نورث وسترن- السبب في ذلك إلي أن المرضي الذين لا يقرءون أو يكتبون يواجهون مشاكل كثيرة بسبب عجزهم عن اتباع التعليمات الطبية وقراءة النماذج الخاصة بالمستشفي أو حتي معرفة مواعيد زياراتهم للاطباء.
وقال الدكتور دافيد بايكر -الذي أعدّ الدراسة التي نشرت في سجلات الطب الداخلي: "عندما لا يستطيع المريض القراءة يعجز عن القيام بالاشياء الضرورية للاحتفاظ بصحة جيدة" .
واضاف بايكر أن المريض الأمي لا يعرف متي يأخذ أدويته بالشكل الصحيح، ولا متي يتعين عليه زيارة الطبيب او العناية بنفسه عند المرض .
وقد شملت الدراسة -التي استغرقت 10 سنوات- 3260 مريضاً في اوهايو و فلوريدا وتكساس خضعوا لاختبار معرفة عن أدوية وأقراص ومواد طبية مختلفة.